العربية

تونس، ضوء في نهاية النفق الديكتاتوري

 

ان انتفاضة العمال ،الشباب ،الكادحين و المتحررين في تونس وطردالديكتاتور بن علي، اضائت قلوب مئات الملايين في شمال أفريقيا و الشرق الاوسط و العالم. الضوء الذي يرون من خلاله جماهير العمال و الكادحين تحت نیر السلطات الدکتاتوریةنهايةنفق هذه الفترة الديكتاتورية.يرون صورة هروب بن علي فی وجوه‌ كل من حسني مبارك ، قذافي ، بوتفليقة،علي صالح و معظم رؤساء الدول الديكتاتورية . حتى في كردستان العراق فآن الجماهير الغاضبة من السلطة الديكتاتورية و المافياية و المليشیاية يلهمهم   التجربة التونسية فی نضالاتهم.لذلك فان نجاح هذه الانتفاضة في تونس يفتح الباب بوجه‌ نضال سياسي و اجتماعي عظیم في عالمنا اليوم. وبالعكس فأنتكاستها في اسقاط هذا النظام الديكتاتوري لها تاثيراتها السلبية علي نضال ملايين العمال و الكادحين الذين يخوضون النضال ضد الحكومات المستبدة و الديكتاتورية. وهذا یعنی بآن الانتفاضة تشغل بالنا و ان نساندها بکل السبل خطوات لكي تنتصر.

ان اعادةالثقة بقوةوارادة الجماهير فی تكنيس السلطات الديكتاتورية المستقرة قد ادهشت العالم الیوم كآنهاعمل ممكن. بعد عقدين من الدعاية و البروباگندا من قبل الاعلام البرجوازي العالمي ضد ثورة العمال و المتحررين فآن هروب أحد ديكتاتوريی هذا النظام الرأسمالي من قبضة الجماهير هزت رؤساء هذه الطبقة في كل مكان.والخوف و الفزع من رسالةالعمال و الفقراء لنظام التجويع و الاستبداد الرأسمالي الحالي. اذا استطاع العامل اوالموظف او الطالب في تونس أن يطرد الديكتاتور بسبب البطالة و الجوع ، ماذا يجب ان یفعل العامل الفرنسی او البریطانی او الاوروبی او الشباب و الطلبة فی الدول الاخری بالحکومات  اليمينية البرجوازية الذين شرعوا بموجة البطالة و قطع الضمانات الاجتماعية و فرض الضرائب الضخمة . رسالة عصيان الجياع و العاطلين و المتحررين في تونس کانت أملا لذوی المصير الواحد في العالم و كماان هروب الديكتاتور في تونس ارباک  لدی الطبقات المماثلة في كل انحاء العالم .

اذا امعنا النظر فی مظاهرات الجزائر و الاردن و مصر و مساندة العمال و المتحررين في لبنان،فرنسا، بريطانيا،ايطالياو أسبانيا و من جهة اخری اذا نظرنا الی شغل شاغل الحكومات و السفارات الفرنسية،الامريكية، الليبية،المصرية و السعودية فی مساعدة الزمرة الحاكمة في تونس لانهاء الانتفاضة ،یتضح لنا بأن هاتین الجبهتین الطبقیتین کلتاهما تنظران الی مصائرهم و منافعهم فی احداث تونس و نتائجها.   

ان الطبقة الحاكمة في تونس قد ضحت ب”بن علي” حتى الان حتی تنتزع سلطة الحزب والملیشیا الدولة و الجیش والشرطة والبرلمان ولسیطرةالمالية والاقتصادية من ایدی العمال الجماهیر. بدأت القوات المليشياییة للحزب الحاكم بزرع الرعب عن طريق النهب و السلب و الاعتداء على ممتلكات الناس و تريد عن طريقه أن تفرض “منع التجول” و التصدي للمظاهرات و الانتفاضة الجماهيریة و أنهاء الاعمال الثورية ضد السلطة الحاكمة. ان قيادة النظام السابق ومن اجل تحقیق سیناریو اعادة فرض سیطرتهم عن طريق أضافة بعض الاحزاب المعارضة الموالية للطبقة الحاكمة و المرخصة من قبل للعمل السياسي و الوعود بانتخابات حرة بعد 6 أشهر. ان   ‌هذا السيناريو ،سيناريوأعادة السلطة الحاكمة، تدعم  من قبل BBCو CNN  و القصر الابيض و القصر الاليزية و طرابلس و القاهرة و الرياض . كلهم يريدون أن تهزم الانتفاضة في تونس لكي يتمكنوا من تقلیص النضال الجماهيری في كل مكان اُخر الذين یلهمون من الروح الثورية للتونسيين. يريدون أن يطلقوا علی هذا السيناريو بنصر الديمقراطية على الديكتاتورية كي لايخرج التوقعات الثورية الجماهيریة من أطار لعبة الدستور و الانتخابات الديمقراطية للطبقة الحاكمة. ذلك الديمقراطية التي كانت ينادي به بالامس”بن علي” الصديق الديمقراطي لساركوزي و هیلاري كلنتون و لكنهم اليوم لایریدون أیوائه‌ كديكتاتور هارب  في بلدانهم.

هذا السيناريو للزمرة الحاكمة لحد الآن لم يستطيع أن يثبت أقدامه و الشعار ” تونس حرة حرة التجمع بره بره” للجماهير المنتفضة يبدي أملا بمواصلة الانتصارات الاخرى على النظام الديكتاتوري  بشكل أعمق و أكثر راديكاليا. نستطيع أن نقرأ هذا الاتجاه من بعض البيانات لفروع ” الإتحاد العام التونسي للشغل” و“حزب العمال الشيوعي التونسي ” الذين ينادون باسقاط النظام الحاكم و حل الحزب الحاكم و تشكيل الحكومة المؤقتة من قوى الانتفاضة و تشكيل لجان المحلات و المدن و الانتخابات الحرة. و من الجانب الاخر أن بعض القوى المعارضة أتفقت مع السلطة الديكتاتورية بشان مشاركتهم بالوزارات. في تطور الاوضاع لا ندري بأي أتجاه يسير مزاج الجماهير المنتفضة . أيسير بالاتجاه اليسار و الراديكالية التي تريد اسقاط كافة السلطات الديكتاتورية للحزب الحاكم و تغيير جذري في الاوضاع السياسية و الاقتصادية في تونس ،أو الاتجاه المعاكس اليميني الذي يحافظ علي كافة ركائز و رموز الديكتاتورية و فقط تبديله بأسم الديمقراطية بدون عائلة “بن علي”.

النقطة الجوهرية هي كيف تتشكل السلطة الحالية و ليس كيف تسير الانتخابات بعد 6 أشهر.أن السلطة الحالية تحدد كيفیة الانتخابات القادمة و ليس بالعكس.اذا نجح الحزب الحاكم بمساعدة المعارضة البورجوازية أن تثبت نفسه و شرعية سلطته و أخرجت أستمرار الانتفاضة من دستور العمل للجماهير فلن يبقى أملا في التغيرات السياسية و الاقتصادية في حياة العمال و الكادحين . أن أي تغيير مرهون بكيفية صياغة السلطة في تونس و ليس بوعود الاحزاب الحاكمة و حلفاءهم من معارضة الامس . أذا لم يستطيع العمال و الجماهير الكادحة المنتفضة  تثبیت سلطته اليوم و تغيير السلطة في تونس فلن ينال شيئا من هذه الانتفاضة و يجبرونه بقبول نفس السياسات و الدستورالذي يحافظ علي الحزب الحاكم بأضافة مصالح الشرائح الاخرى من طبقة الحاكمة التي تمثله الاحزاب “المعارضة” الجدد في السلطة .هذا اخر مطاف التجربة الديمقراطية التي رأيناها بعد رحيل الديكاتوريين في شيلي و هايتي و غيرها.أن سياسة البطالة و التجويع و القمع و تقيید الحريات السياسية كالمظاهرات و الاحزاب و المنظمات العمالية و الجماهيرية تستمر. أن احزاب الامس المعارضة يعارضون ديكتاتورية عائلة بن علي ، اليوم ليس لها مصلحة في أدامة الانتفاضة مادام الحزب الحاكم يعطي حصته من كعكة السلطة.  هذه المعارضة البرجوازية ياخذون حصتهم من السلطة عن طريق تَأيید أدامة هذه السياسات عائلتهم الطبقية.هذا الخطر يجب أن يكتشفه الجماهير المنتفضة في الشعارات الباطلة للمعارضة تحت أسم “المصالحة الوطنية” و التغيير الديمقراطي في السلطة و الانتخابات الحرة.

أن انتصار الجماهير المنتفضة يكون في أدامة أنتفاضته في الشارع حتى تسقط و تهرب هذه السلطة الموروثة للديكتاتورية. في هذه الحالة تكون ميزان القوى لصالح تشكيل الحكومة المؤقتة التي تمثل المنظمات العمالية و الجماهيرية و الاحزاب اليسارية و القوى التحررية و لن يستطيع احزاب المعارضة اليمنية والبرجوازية بسرقة دماء و نضال الجماهير الذي يريد الحرية و المساواة و حياة مرفهة و كريمة. فقط هذه السلطة تستطيع تغيير الوضع السياسي و الاجتماعي نحو تثبيت الحريات و تأمين مسلتزمات الحياة من العمل و الضمانات الاجتماعية و مشاركة الجماهير في السلطة فعلياَ.أن تشكيل اللجان المحلية و في كل المدن و تشكيل جبهة عمالية،شيوعية،يسارية،تحررية لكي تدفع بالانتفاضة الا أن تكنس كل السلطة الحاكمة و تعلن الحكومة البديلة ، يستطيع أن تكون ضوءا لكي تضئ أمام التونسيين و كلنا كي نخرج من هذا النفق الديكتاتوري للطبقة الحاكمة.   

‏18‏/01‏/2011      

Add Comment

Click here to post a comment